اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




علامة الأنس بالله أن يصير العقل والفهم كلَّه مستغرقاً بلذّة المناجاة، كالَّذي يخاطب معشوقه ويناجيه. ومهما غلب الحبّ والأنس صارت الخلوة والمناجاة قرّة عينه، تُدْفع بها جميع الهموم، بل يستغرق الأنس والحبّ قلبه حتّى لا يفهم أمور الدّنيا ما لم تُكرّر على سمعه مراراً مثل العاشق الولهان, فإنّه يكلَّم الناس بلسانه، وأنسه في الباطن بذكر حبيبه، والمحبّ لا يطمئنّ إلا إلى محبوبه، وأوحى اللَّه تعالى إلى داود عليه السلام: *"قد كذّب من ادّعى محبّتي إذا جنّه اللَّيل نام عنّي, أليس كلّ محبوب يحبّ لقاء حبيبه؟ فها أنا ذا موجود لمن طلبني"،* وقال موسى عليه السلام: *"يا ربّ، أين أنت فأقصدك؟ فقال: إذا قصدتني، فقد وصلت"*.

---------------------------
_الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء، ج8، ص72._