بسم الله والصلاة والصلام على المصطفى ومن آله من إجتبى ...
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته ..
حوار مع صاحبي المؤمن ...
.. قال ": أنا مؤمن ..:"
قلت ": أتساوم على وجد البتول "ع" ..؟؟ أم توال من أذى الرسول "ص" ..؟ :"
نظر لي بعين الجزور ناطقا مقالا جهول": من عقيدة الروافض سبّ الصحب وقول الزور بدون خجــــــــول ..:"
سايرتصاحبي في ما إدّع عسى أن يهتدي ، وأنا من فراقه وجـــــــول ..
وقلت له مقالة مشفق ": أنقتدي بمقالة الأصحاب أم نعتصم بمن أمره بمرضاة الله تعالى موصول ..:"
تعجّب من قولي ، وقد بدأ منه للين موضعا .. ثمّ سأل ": أخي اتظنّني عن ما جاء به المصطفى "ص" من القول أحــــــــول ..؟:"
تلطّفت به متسائلا ..": ما قولك في قول الصحيحين وحديث الحوض وهمّل النّعم ..وما أنذر به من نكص عن الأعقاب الرسول "ص" ..؟:
عندها نادى بعزّة النفس والإثم ونصرة الموروث .. وجاء بكلّ قول ومصدر منذكرِ عند البرهان خمــــــول ..
وصاح ..": وما الصحيح وشيخ الإسلام يفنّد كلّ ماتزعمون .. وهو لذوي العلم والدراية مرجعهم ، وللباحثين عن الحقّ قفـــــــــول ..:"
مبتسما جاريته وبالسؤال بادرته ": أخي أيكون البخاري صاحب الِصحيح عندقومك متّهما وهو القديم .. وتكون لشيخك المستحدث يد الطـــــــــول ..؟:"
ومعها تدارك لما إدّعى وإصطنع الهدوء قائلا ": ليس كلّ ما جاء من القول فيالصحيحين .. ولا في السنن موثوق وصحيح ولا كلّ الرواة ثقات ومصاديق ولابطلٌ مقدام كلّ من حمل القنــــــــــــــا والنّصـــــــول ..:"
لقيتُ مقالته بالرضا والتوكيد .. وقلت له ": حقّا يا صاحبي ما نطقت به .. لذا تعال نرى من أين نبتغي دروب النّجاة ، وبأي المقالة نقتدي وعند أيالأعتاب يكون أمرالنّــــــــــزول ..:"
أجاب دون تدبّر ولا تعقّل وبلسان عقيدة إبتداء تفوّه ": من عند كلّالصحابة والتّابعين جاءت عقيدتنا .. وبهم نهتدي ونقتدي وقد حازوا قصبالعدالة والوثاقة والقبــــــــــــول ..:"
قلت له ..": وما ظنّك بمن إصطفاهم المولى وإجتباهم من بين منْ ذكرت .. وهمآل النبيّ "ص" وعترته "ع" .. هم سفن النجاة وباب حطّته وعند الأعراف غدالهم قبل القائلين مقـــــــــــول ..:"
قال بعدما تمسّك بثُمالة الموروث ..": لا خلاف بيننا فيمن صحب الرسول "ص" وأرتوى من معينيه العذب أن يكون لنا الضمانة والمهتدى ليومنا والغد .. ومن هم في عقيدة العقلاء .. غيرُ العترة والصحابةُ الأوُّلُ ..؟
طردتُ الملل في مُجاراته ورأيتُ الخير في مداراته .. وسألته ": وإذا إختلف الصحبُ والعترة "ع" في الأحكام والتشريع ، وأصبح لكلّ منهما منهاج ومدرسة .. وتباعدا حدّ القول أحدهما بالتجسيم وتكفير الأنبياء والمصطفين قبل الرسالة والتبليغ .. بل أجازوا منطق الشيطان وسفاهة الغرانيق على لسان سيد الرُّســـــــل ..
وما بين عقله والمنطق والعنادهُ المسترذل صمت لحظة كي يهزّهُ شيطانه متباهيا بالخلاف والإختلاف .. وإختلاف الأمّة رحمة ..؟ وهمسَ ..": وما ضيرَ في التعبُّد بما أسس السلفُ / بل أحسنُ التوفيق في التمسّك بماأملُــــو ..:"
صحتُ بالحلم منّي أستنجدهُ .. ثمّ لم أفقد الأمل في هدايته ، وعلى جميع المحامل زعمتُ حملهُ .. ثمّ قلتُ ..": كيف تعتقد بأن الشيطان ينطق على لسان الوحي المسدّد . أم كيف ترى في حبيبك المصطفى "ص" خُلُق الرّعاع ولا تُسائــــــل ..؟
أيجوز عندكم أن يُصبح محمّدا "ص" في يوم الصيام جُنُبا .. بل حتّى الزوال ..؟؟؟ أم يُضربُ بلحن الشيطان في بيته .. ؟؟ بل ورقصُ الجاريات مُباح ..؟؟ حتّى يكون فضل النهي عن ذاك المنكر لعمرَ بن الصهّاك ، وللمصطفى الخاتم "ص" الإثم يصحبهُ الجهلُ ..؟؟؟
ثمّ إغتنمتُ الإبطاء من إجابته .. وأردتُ أن أنفذَ صولة الحقّ عن أفق بصيرته فناديتهُ ..": يا مسلم أسألك بالله والدّين .. أيكون معبودك شاب أمرد .. وصورة الإخلاص بين شفتين تصاحب أنفاسك ..؟؟
أم تكون له أعضاء وجوارح .. وأمره بين الكاف والنون سائد ..؟
أم تراه يتنزّل ويصعد ويُنادي هل من مستغفر .. وهو العالم بخافية الصدور وما تضمروا الأنفس ...
أم ترى لزاما في الإعتقاد والتصديق بما جاء من عقيدة السفهاء وما قوّلــــــوا ..؟
ثمّ تعالى وتدبّر في مقالة أبي تراب "ع" و ما يعتقد من أوصاف معبوده .. وأترك لك من بعدها الفيصل..
*** ": .. لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان . . قريب منالأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباينمتكلم بلا روية مريد لا بهمة صانعلا بجارحة . لطيف لا يوصف بالخفاء كبير لا يوصف بالجفاء بصير لا يوصف بالحاسة . رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته..:" ***
ثمّ أين هذا من قول القائلين بالتجسيم والتشبيه ومن المسيئين لساحة لصاحب الرسالة "ص" والظالمين لعترة "ع" ومن اوصى بمودّتهم والإقتداء بهديهم ..
أفلا تعقــلُ .؟
رأيته وكأنّما المنيّة إجتلبت طرفهُ .. فرمى بآخر ما في قوسه منَ المكرّر المجترّ ..": لا خلاف بأن عليّا – كرم الله وجههُ - أصدقُ وهو من الرسّول "ص" الباب والملجأُ .. ولكن لنا مسانيد وأعلام نقلت لنا ما هو موثّقُ من تأويل من كتاب وسنّة نقلا متواترا عن عهدنا الأوّل..:"
قلت لك في القلب منزلُ يا صاحبي .. وكم أودّ أن تثبتَ لك عند الصراط قدمُ ..": فمتى كانت التواتر ومتى جُمع الخبرُ .. وقد أحرق الشيخان ما جمعَ الصحابة عن النبيّ "ص" وأتلفوا المنقول والمحمـول ..
ثمّ جاء ثالثهم جامعا لكتاب الله .. مُعتمدا عن الأبعدين تعمّدا كي لا يفتضح وعشيرة فيما جاء من التأويل .. ومتجاهلا حبرَ الأمّة ومن عنده علمُ الكتاب ومن هو موقنٌ بأسباب النّـــزول ..
وهكذا إرتقت خنازير أميّة منبر الطُّهــرُ بعد ما إغتصبتهُ عصبةٌ من سقيفة النُّكر.. وحكمت أحفادُ الغواني في ساداتها ، ونُحرَ الزكيُّّ وسُمَّ الصفيُّ .. وقرّبَ الدّخيـــلُ ..
أبهذا أوصى محمّد "ص" أمته ..؟ وله في كلّ أرض كبدُ .. وكم لهم من قبر بات لعقود عَفرُ، وكم لهم من رحم غير موصول ..؟
أم هذا تأويلكم لآيات الكتاب وما اوصت به آية المودّة وما إجتبت آية التّطهير .. وآية هل أتى فخرهم .. وهم سنامُ المباهلة .. بل هم لكلّ قوم هداةُ .. ومن عندهم علمُ الكتاب .. ومنهم يُستسقى الزّلالُ..
لا غيرهم يـــا صاحبي من يُسأل عن ولائهم عند الصراط، ولا غيرهم يُستشفعُ .. فإنّ كنت منَ المؤمنينَ حقّا فهم للمؤمنين أئمة وعندهم عند الحوض تُنسبُ ، وعند الأعراف لا بدّا لك من علامة وبيعة شاهدة .. وإن أبيتَ فأنت دون عقل العقّـــالُ ..
ثمّ أسألك يا صاحبي ..": ما السرّ في أنّ جميعهم قد قتلوا.. غيلة وغدرا . وخاتمهم غاب يترقب الفرج الأعظم .. حرام عليك يا أخي أن تتعصب لمثل هذه العقائد وتجعل من أعلاك الأسفـــــلُ ..
ثمّ كان الصمتُ بعدها .. وطال التدبّر عند صاحبي ، وشعرتُ بالإحراج عنده .. فلاطفته وأخذته بين يدي وهمست له": لا عيب أن تكون شيعة لعليّ والزهراء "ع" .. بل في ذلك للمخلصين الشرفُ ، وهل ترى لنا القدرةَ في تحمّل هذا الإنتساب والعنوان .. ولو قولا .. ونحن القُصَّــرُ ..؟ ولكن في حياضهم الرجاء والأمــل ...
حبيبي فلا تضيع الأنفاس في ما قاله السلفُ .. فتفكّر ثمّ تدبّر تمّ تعقّل .. وأطلب من الله السبيل الأكرمُ ، ولا تتعصّب لما شيد السفهاء الهمَّـــلُ ..
وتعال نمتطي خشبة النّجاة ونضع الرحال عند حياض خير البريّة "ع" الزُّهـرُ .. عسى أن تداركنا يد اللطف بشفاعتهم لا بزاد ولا أفعال محمودة كُثرُ .. ولكن بفضل لُطف من آل الفضل من فضل الكريم تُفضــلُ ..
وقد تلقى قولي بالقبول الحسن وصحبت نظرته إليّ مسحة الموقن، فأبتسمتُ له إبتسامة المشفق .. وهمستُ لطفا بأنّنا ضيوف وإن طالت الآجـــال ..
فلا بدَّ من زاد ومن رحيل ولا بدَّ من الدليل ومن إمام موصـف ولا بدّا من بيعة لسفير أفضلهم إحسان وإجمــالُ ...
والسلام في البدء والختام
أبو مرتضى عليّ
أبو مرتضى علي ; توقيع العضو |
|