يقول عباس محمود العقّاد : فقلَّ أن سمعنا بعلم من العلوم الإسلامية أو العلوم القديمة لم ينسب إليه ـ أي للإمام علي ـ وقَلّ أن تحدّث الناس بفضل لم ينحلوه إيّاه ، وقلّ أن يوجّه الثناء بالعلم إلى أحد من الأوائل إلاّ كانت له مساهمة فيه
ويقول أيضاً : تبقى له ـ للإمام علي ـ الهداية الأولى في التوحيد الإسلامي والقضاء الإسلامي والفقه الإسلامي ، وعلم النحو العربي وفن الكتابة العربية ، ممّا يجوز لنا أن نسمّيه أساساً صالحاً لموسوعة المعارف الإسلامية في العصور ، أو يجوز لنا أن نسمّيه موسوعة المعارف الإسلامية كلّها في الصدر الأوّل في الإسلام ، وتبقى له مع هذا فرائد الحكمة التي تسجّل له في ثقافة الأمّة الإسلامية على تباين العصور .
وهنا نحب أن نشير أنّه حتّى أبي العلاء المعرّي يقول عن الإمام علي ( عليه السلام ) :
وعلى الأفق في دماء الشهيدين ** علي ونجله شاهدان
فهما في أواخر الزمان فجران ** وفي أولياته شـفقان
وإضافة إلى ما يمتلكه الإمام علي ( عليه السلام ) من علم ونفاذ بصيرته فإنّه ما فتئ يحثّ على طلب العلم ويذكر أهمّيته ، فيقول على سبيل المثال : ( تعلّم العلم فإنّه إن كنت غنياً زانك ، وإن كنت فقيراً صانك ، ثروة العلم تنجي وتبقى ، وثروة المال تهلك وتفنى ، ثروة العاقل في علمه وثروة الجاهل في ماله ) ، ويقول أيضاً : ( كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلاّ وعاء العلم فإنّه يتسع به )
بوزينب الأحسائي ; توقيع العضو |
|